قطر تجدد موقفها في تنظيم كاس امم إفريقيا 2015

تسارعت الأحداث في أروقة الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم بخصوص مستقبل نهائيات كاس أمم إفريقيا 2015، التي سحبتها الهيئة الإفريقية رسميا من المغرب ،الاربعاء، بعد الأنباء التي تحدثت عن وجود بديل "استثنائي" للمملكة لاحتضان الدورة، وهي دولة قطر التي بعثت بإشارات إيجابية قوية للكاف حول استعدادها لإنقاذ الدورة الـ30.كشف مصدر عليم لـ "لشروق" ،الخميس، بأن مسؤولين قطريين اقترحوا على الكاف استضافة الدورة "محل الجدل" وإنقاذها من إلغاء محتمل، أو إجرائها في بلد إفريقي لا يضمن نجاحها بالشكل المطلوب . وأضاف مصدرنا بأن إعلان رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني ،الخميس، استعداد بلاده لاستضافة البطولة إذا تلقت طلبا رسميا من الهيئة الإفريقية يعد رسالة قوية لمسؤولي الكاف لأجل مساعدتهم على التخلص من "كابوس كان 2015".وأوضح ذات المصدر بأنه علاوة على الاستعداد الذي أبدته قطر لاستضافة الدورة فإن ثمة اتصالات حثيثة تجري حاليا بين ذات المسؤولين مع رئيس الكاف عيسى حياتو، قصد وضع حل بديل آخر بين يدي العجوز الكاميروني للخروج من المأزق الذي وضعه فيه المغرب. ولم يستبعد محدثنا أن يلجأ الأخير إلى "الحل القطري" لعدة اعتبارات، أهمها توفر الدولة الخليجية على البنى التحتية الضرورية من ملاعب جاهزة وقاعات، وكذا مرافق حيوية ضخمة على غرار الفنادق، فضلا عن تنظيم قطر للعديد من التظاهرات الرياضية العالمية، وفوزها بشرف استضافة نهائيات كأس العالم 2022.و في سياق متصل، يأتي الاستعداد القطري لخلافة المغرب في تنظيم "كان 2015"، ليفجر موجة من الجدل حول "منطقية" نقل البطولة من القارة السمراء إلى القارة الأسيوية، كون الأمر وإن حدث سيصبح سابقة في تاريخ الكرة الإفريقية والعالمية، وإن استبعد الكثير من المتتبعين للشأن الكروي الإفريقي إمكانية نقل البطولة من مهدها لعدة اعتبارات، أهمها ضرب مصداقية البطولة والهيئة الإفريقية وسمعتها في الصميم، وما قد يشكله الأمر من "إهانة" في حق القارة السمراء والأفارقة بشكل عام، إلا أن القانون الأساسي لمسابقة كأس أمم إفريقيا لا يضم أي بند يلزم الكاف بإجرائها في أحد بلدان القارة السمراء دون سواها من باقي أنحاء المعمورة، وهو ما لن يجبر الهيئة الإفريقية على الدوس على القوانين، أو إحداث تعديل في قوانين البطولة، لكن مسؤولا في الاتحاد الإفريقي كشف لـ "الشروق" قائلا: "رغم عدم وجود أي نص قانوني يلزم الكاف بإقامة المنافسة في القارة السمراء، إلا أن الأمر يعتبر مسألة مبدإ، لأن كأس إفريقيا ملك لإفريقيا وأبنائها، وخروجها عن أرضها سيكون بمثابة ضربة قوية لإفريقيا وللكاف على حد سواء".قطر عوضت نيجيريا في مونديال الشباب 1995 بسبب "الكوليرا"وما يعزز من الموقف القطري في استضافة كأس الأمم الإفريقية 2015 هو كشف رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم خلال البيان الذي أصدره ،الخميس، بأن بلاده سبق لها وأن احتضنت كأس العالم للشباب (- 20 سنة) عام 1995 بدلا من نيجيريا التي اجتاحها وباء "الكوليرا" خلال ذلك العام، في إشارة قوية إلى أن نقل البطولة الإفريقية من مهدها إلى قارة أخرى لن يشكل أي عائق.وكان رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، قال في البيان إن قطر لم تبلغ رسميا بطلب الاستضافة، لكن مصدرنا أكد بأن القطريين سيحددون موقفهم بشكل نهائي وفق عدة اعتبارات أهمها تلقي طلب رسمي من الكاف، وكذا الحصول على ردود فعل إيجابية في القارة السمراء إزاء نقل البطولة منها إلى القارة الأسيوية تفاديا للوقوع في أي حرج أو انتقادات يسببها هذا الأمر، على غرار الانتقادات التي واجهتها الإمارة الخليجية منذ إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم في ديسمبر 2010 تسليمها شرف استضافة مونديال 2022 على أراضيها.وأكد رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم "استعداد قطر لتقديم أي مساعدة قد تطلب منه رسميا لاستضافة البطولة الأفريقية وذلك للعلاقة المتينة التي تربطه برئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو وباقي أعضاء الأسرة الكروية الأفريقية ولسعي قطر دائما إلى لعب دور ريادي على صعيد المسيرة الكروية العالمية كما حصل في مناسبات سابقة مثل استضافة قطر لبطولة كأس العالم أقل من 20 سنة عام 1995 بعد أن تم سحب البطولة من نيجيريا بسبب تفشي مرض الكوليرا".وجاء هذا التصريح غداة نفي نائب رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، سعود المهندي، أي رغبة لقطر في استضافة كأس الأمم الإفريقية 2015، وذلك في رد على تقارير صحفية رجحت إقامة البطولة القارية الإفريقية في الإمارة الخليجية. وقال المهندي إن التقارير الصحفية غير صحيحة على الإطلاق، مضيفا أن الأمر "غير منطقي".ومن المقرر أن يكشف الاتحاد الإفريقي للعبة، عن اسم البلد المضيف في الساعات القليلة المقبلة، كما صرح بذلك رئيسه عيسى حياتو لقناة "فرانس 24" مساء الثلاثاء الماضي.وكان الاتحاد الإفريقي للعبة أعلن سحبه الضيافة من المغرب بعد تشبث سلطات المملكة بطلب تأجيل البطولة إلى غاية 2016 بسبب وباء "إيبولا